مسؤول أممي: "داعش" يستمر في استخدام الإنترنت لتجنيد الأشخاص

مسؤول أممي: "داعش" يستمر في استخدام الإنترنت لتجنيد الأشخاص
"داعش" يروع بلدة في نيجيريا

على الرغم من الخسائر في صفوف قيادات تنظيم "داعش" الإرهابي والنفقات التي تقلل من احتياطياته النقدية، فإن التهديد الذي يشكله التنظيم للسلام والأمن الدوليين لا يزال مرتفعاً، وقد ازداد في مناطق الصراع وحولها حيث ينشط التنظيم والجماعات التابعة له، وفقا لرئيس مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب فلاديمير فورونكوف.

ووفقا لتقرير نشره الموقع الرسمي لأخبار الأمم المتحدة، عقد مجلس الأمن الدولي جلسة استعرض فيها إحاطة عن تقرير الأمين العام السادس عشر على المستوى الاستراتيجي (S /2023/76) الذي يتناول التهديد الذي يشكله تنظيم داعش على السلام والأمن الدوليين.

تحدث في الجلسة كل من وكيل الأمين العام ورئيس مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب فلاديمير فورونكوف، والمدير التنفيذي بالإنابة للمديرية التنفيذية لمكافحة الإرهاب ويشيوغ شان أمام المجلس، كما تحدثت أيضا مديرة العلاقات متعددة الأطراف بالمركز العالمي للأمن التعاوني، فرانزيسكا براكسل.

وذكر "فورونكوف" و"تشان"، أن التهديد الذي يشكله تنظيم داعش والجماعات التابعة له قد استمر في اتباع المسار الموصوف في التقارير السابقة.

وعلى الصعيد نفسه، يقول تقرير الأمين العام الأخير، الصادر هذا الشهر، إن التهديد ظل مرتفعا خلال النصف الثاني من عام 2022 وازداد في مناطق الصراع وحولها.

وأعربت الدول الأعضاء عن قلقها بشأن "هدف داعش المستمر المتمثل في توجيه التهديدات خارج مناطق النزاع"، بما في ذلك من خلال محاولة حث الأفراد أو الجماعات الصغيرة على شن هجمات.

وفي كلمته، أوضح "فورونكوف" أن توسع داعش والجماعات التابعة له مقلق بشكل خاص في وسط وجنوب إفريقيا، وكذلك في منطقة الساحل، حيث وثقت تقارير الأمين العام عن كثب "هذا الاتجاه المؤسف، الذي ينبغي أن يدفعنا جميعا إلى إعادة التفكير ومراجعة جهودنا للتصدي للتنظيم، لا سيما تلك التي تعتمد بشكل غير متناسب على استخدام القوة".

وأثارت تقارير الأمين العام السابقة مخاوف بشأن زيادة خطر الهجمات في المناطق غير الخاضعة للنزاع من قبل جهات فاعلة وخلايا صغيرة تستوحي عملها من داعش مع تخفيف القيود المتعلقة بالجائحة، ومع أن هذا لم يتحقق خلال الفترة المشمولة بالتقرير، فإن مستوى النشاط الإرهابي لا يزال مصدر قلق للدول الأعضاء.

وقال رئيس مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، على سبيل المثال إن "تنظيم داعش يستمر في استخدام الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي وألعاب الفيديو والمنصات المجاورة للألعاب لتوسيع نطاق دعايته، لنشر التطرف وتجنيد مؤيدين جدد".

وأضاف أن "استخدام داعش التقنيات الجديدة والناشئة لا يزال يشكل مصدر قلق رئيسيا.. وتواصل المجموعة استخدام أنظمة جوية بدون طيار للمراقبة والاستطلاع، فضلاً عن الأصول الافتراضية لجمع الأموال".

وأشار وكيل الأمين العام إلى أن التحدي الذي يمثله المقاتلون الإرهابيون الأجانب وأفراد أسرهم لا يقتصر على العراق والجمهورية العربية السورية، "إنه تحد عالمي".

إذ لا يتنقل المقاتلون الإرهابيون الأجانب بين مسارح الصراع المختلفة فحسب، على حد قول فورونكوف، بل إن قائمة القضايا المتعلقة بوقت عودتهم تمتد من المساءلة والمحاكمة على الجرائم المشتبه بها إلى إدارة أفراد الأسرة المرتبطين بهم، فضلاً عن إعادة التأهيل وإعادة الإدماج.

3 نقاط أساسية

بالنظر إلى المستقبل، قال فورونكوف إن تقرير الأمين العام يقدم 3 ملاحظات رئيسية لينظر فيها هذا المجلس.

أولاً، إن المستوى العالي من التهديد الذي يشكله داعش والجماعات التابعة له، بما في ذلك توسعها المستمر في أجزاء من إفريقيا، يؤكد الحاجة إلى نُهج متعددة الأبعاد تتجاوز الاستجابات التي تتمحور حول الأمن، وهناك حاجة إلى مزيد من التكامل بين الاستجابات الأمنية والتدابير الوقائية.

ثانياً، يجب أن تراعي هذه النُهج متعددة الأبعاد نوع الجنس وأن تكون راسخة بقوة في القانون الدولي، بما في ذلك حقوق الإنسان الدولية والقانون الإنساني الدولي، وأن تعكس مجموعة واسعة من الآراء من مختلف الشرائح في المجتمعات المتأثرة بالإرهاب.

ثالثاً، فيما يشير التقرير إلى تزايد التهديد من الإرهاب في مناطق الصراع، من الضروري بذل مزيد من الجهود لمعالجة ومنع هذه النزاعات في المقام الأول، بينما يستغل الإرهابيون ديناميكيات الصراع، غالبا ما يتم تقويض جهود السلام وتعقيدها بسبب الإرهاب، إن الفهم الأفضل للعلاقة المعقدة بين الصراع والإرهاب هو خطوة ضرورية لابتكار استجابات أكثر فعالية لهذه التحديات المتكررة.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية